فهم تقييم جمعية القهوة المختصة لقيمة القهوة – 1
– مقدمة
عندما أضاف كلارنس إي. بيكفورد تذوق القهوة إلى بروتوكول تصنيفها في القرن التاسع عشر، أحدث ذلك ثورةً في تجارة القهوة. كانت مفاهيم جودة القهوة تستند في الغالب إلى السمات الفيزيائية (مثل الحجم)، ولكن بعض أنواع القهوة، التي اعتُبرت أقل جودةً بسبب صغر حجمها، كانت تتميز بنكهة أفضل من نظيراتها الأكبر حجمًا. على الرغم من أن “التذوق” (كما عُرف لاحقًا) كان مقتصرًا إلى حد كبير على تجار ومحمصي القهوة الخضراء، إلا أن الظهور المبكر لحركة القهوة المختصة في منتصف سبعينيات القرن العشرين – التي أعطت الأولوية للجودة والنضارة – جلبت اهتمامًا متجددًا بهذه الممارسة. في عام 1984، أحدث كتاب تيد لينجل “دليل مُتذوق القهوة” ثورةً أخرى في مجال التحليل الحسي للقهوة. دمج هذا النظام مناهج وأفكارًا من مجال العلوم الحسية الناشئ، بما في ذلك نهج منهجي ودقيق لتذوق القهوة. وقد تم تدوين هذا النظام لاحقًا، بدءًا من عام 1999، كأول بروتوكول تذوق ونظام تسجيل لجمعية القهوة المتخصصة (الأمريكية). سعى هذا النظام إلى تحديد جودة القهوة باستخدام نموذج متعدد الأجزاء ونموذج تسجيل رياضي مستوحى من نظام التسجيل ذي المائة نقطة في صناعة النبيذ.
اليوم، لا تزال ممارسة تذوق القهوة تُعدّ طريقة قيّمة لاكتشاف وتصنيف السمات القيّمة، لا سيما تلك المتعلقة بالسمات الحسية الجوهرية للقهوة. ومع تطور صناعة القهوة المتخصصة ونضجها، ازدادت أهمية مجموعة واسعة من السمات – لا سيما السمات الخارجية (مثل معلومات الهوية الجغرافية، ومعلومات المعالجة، وبيانات الاعتماد، أو قصص المنتج) – في السوق. في بعض الأحيان، تحتوي “ملاحظات التذوق” (التي تُدرج في مربع صغير على نموذج تذوق القهوة لعام 2004) على معلومات حول القهوة تُكتشف بطرق أخرى، مثل نتائج التقييم المادي للقهوة أو السمات الخارجية مثل شهادات الجهات الخارجية.ومع ذلك، في ظل نموذج تذوق القهوة لعام 2004، تُحجب معظم هذه المعلومات عن غير قصد من خلال اعتماد درجة رقمية واحدة تُستخدم لتوضيح جودة القهوة وقيمتها في العقود.
ولتحقيق هذه الغاية، تعمل جمعية القهوة المختصة (SCA) على مشروع طويل الأمد لتقييم بروتوكول تذوق القهوة لعام 2004 وتوسيعه وتطويره ليصبح نظامًا أكثر شمولية لتقييم قيمة القهوة، يوفر صورة كاملة ومفصلة عن القهوة المميزة والخصائص التي تُقيّم بناءً عليها. ومن خلال تطوير أربعة تقييمات منفصلة (تقييم مادي، وتقييم حسي، وتقييم عاطفي، وتقييم خارجي)، يُوسّع هذا النظام نطاق عمل بيكفورد ولينجل من خلال توفير فرصة إضافية لجمع وتحديد المعلومات المهمة حول القهوة. وسيؤدي ذلك إلى سجل واضح وشفاف يُساعد في اكتشاف القيمة لجميع الأطراف.
يتبع …………………………………..